الْحَقِّ وَالبَاطِلِ، شَہَادَۃَ الغَیُّوْرِیْنَ الأحْرَارِ الأبْطَالِ فِیْ العَاشِرِمِنْ شَہْرِ الْمُحَرَّمِ، إِنَّہٗ بَذَلَ نَفْسَہٗ الْغَالِیَۃَ وَلٰکِنَّہٗ لَمْ یَقْبَلْ أَنْ تَخْفِقَ تِلْکَ الرَّایَۃُ الإسْلامِیَّۃُ الّتِیْ أَعْلاہَا وَرَفْرَفَہَا أَٔسْلافُہٗ الْغَیُّوْرُوْنَ، إِنَّہٗ وَدَّعَ وَطَنَہٗ الْعَزِیْزَ مِنْ مَہْبَطِ الْوَحْیِ وَالبَرَکَۃِ ،لٰکِنَّہٗ لَمْ یَقْبَلْ أَٔنْ یَفْشُوَ الْجَوْرُ وَالفَسَادُ وَالْبَغْیُ وَہُوَ حَیٌّ، إِنَّہٗ ضَحّٰی بِعِزَّتِہٖ وَشُہْرَتِہٖ وَفَخَامَتِہٖ، لٰکِنَّہٗ لَمْ یَقْبَلْ أنْ تَخْبُوَ تِلْکَ الْمَصَابِیْحُ الَّتِی نَوَّرَہَا أبُوْ أُمِّہٖ سَیِّدُ الکَوْنَیْنِ مُحَمَّدٌﷺ، إِنّہٗ تَعَانَقَ الْعَطْشَ وَالْجُوْعَ وَالْقَتْلَ، لٰکِنَّہٗ لَمْ یَقْبَلْ أَنْ یَنْقُصَ ذَالِکَ الدِّیْنُ الّذِیْ سَقَاہٗ أَبُوْہٗ أَسَدُ اللّٰہِ الغَالِبُ بِدِمَائِہ النَّفِیْسَۃِ الْغَالِیَۃِ الصَّافِیَۃِ۔
إِنّہٗ تَحَمَّلَ الْمَشَاقَّ،إِنَّہٗ تَحَمََّلَ الْمَخَاوِفَ، إنَّہٗ تَحَمَّلَ الْعَقَبَاتِ مِنَ الأخْطَارِ و الأحْدَاثِ، إِنّہٗ تَحَمََّلَ الطَّعْنَ وَالقَتْلَ وَالإیْذَائَ، إنَّہٗ تَحَمَّلَ الْغُرْبَۃَ وَالْعُزْلَۃَ وَالْخِزْیَۃَ، إِنَّہٗ تَحَمَّلَ الْغَدْرَ وَالْحَتْفَ، إِنَّہٗ تَحَمَّلَ حُزْنَ الْفِرَاقِ مِنَ الإخْوَانِِ وَالأقَارِبِ، إِنَّہٗ تَحَمَّلَ غُمُوْمَ الْقَلْبِ وَہُمُوْمَ النَّفْسِ، فَالْجُمْلَۃُ إِنَّہٗ تَحَمَّلَ کُلَّ شَیْئٍ مِنَ النَّفْسِ وَالنَّفِیْسِ حتٰٰی إِراقَۃِ الدَّمِ، لٰکِنَّہٗ لَمْ یَقْبَلْ أَدْنٰی اِنْحِرافٍ فِیْ الدِّیْنِ، لَمْ یَقْبَلْ أَنْ یَھُوْنَ الإسْلامُ نُصْبَ أَعْیُنِہٖ ،لَمْ یَقْبَلْ أَنْ یَسْتَوْلِیَ الْمُسْتَبِدُّوْنَ الْجَائِرُوْنَ۔
إِنَّہٗ مَاتَ مَوْتَ الأحْرَارِ ، إِنّہٗ فَدّٰی نَفْسَہٗ فِدَائَ الْمُخْلِصِیْنَ الْمُعْتَقِدِیْنَ، إِنَّہٗ اعْتَنَقَ الْمَنِیَّۃَ اِعْتِنَاقَ الأبْطَالِ، إِنَّہٗ تَلَقَّی الْمَوْتَ بِثَغْرٍ بَاسِمٍ، إِنّہٗ اسْتَقْبَلَ خَطَرَ الْحیَاۃِ ابْتِغاء اً لِوَجْہِ اللّٰہِ، یَا حُسَیْنُ! أَنْتَ فُقْتَ فَوْقَ الْحَاسِبِیْنَ، وَجَاوَزْتَ خَیَالَ الْمُتَخَیِّلِیْنَ، وَعَلَوْتَ مَعَالِیْ الْمُتَعَالِیْنَ، وَحَیَّرْتَ الْمُتَأَٔوِّلِیْنَ، یَا