لُغَۃٌ لَا تَنْفَدُ ذَخَائِرُہَا، لُغَۃٌ یَتَکَلَّمُ بِہَا الْمَلَائِکَۃُ، لُغَۃٌ یَنْطِقُ بِہَا أَھْلُ الْجَنَّۃِ، لُغَۃٌ یُسْئَلُ بِہَا فِیْ الْقَبْرِ وَالْحَشْرِ، لُغَۃٌ فَضَائِلُہَا وَخَصَائِصُہَا، لآلِیْہَا وَجَوَاہِرُہَا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصٰی، لُغَۃٌ لَا یُقَابِلُہَا وَلَا یُدَانِیْہَا أَیُّ لُغَۃٍ مِنْ لُغَاتِ الْعَالَمِ، فَلُغَاتُ الْعَالَمِ عَارِیَۃٌ عَنِ اللِّبَاسِ مِنَ الاعْرَابِ، فَإِنَّہَا مَلْبُوْسَۃٌ بِلِبَاسٍ فَاخِرٍ مِنَ الإ عْرَابِ، إِنَّہَا خَالِیَۃٌ عَنِ الْمُشْتَقَّاتِ لٰکِنَّہَا خَزِیْنَۃٌ مِنَ الْمُشْتَقَّاتِ، إِنَّہَا فِیْ تَصَارِیْفِہَا وَاشْتِقَاقِہَا، فِیْ إِفْرَادِہَا وَجَمْعِہَا، فِیْ إِطْلَاقِہَا وتَقْیِیْدِہَا، فِیْ تَفْسِیْرِہَا وَإِجْمَالِہَا، فِیْ کِنَایَاتِہَا وَمَجَازَاتِہَا، فِیْ تَشْبِیْہَاتِہَا وَاسْتِعَارَاتِہَا بَلَغَتْ أَوْجَ الْکَمَالِ، فَلَہَا أَنْ تَفْتَخِرَ أَمَامَ الْعَالَمِ مَرَّاتٍ وَکَرَّاتٍ۔
یَا إِخْوَانِیْ وَزُمَلَائِیْ! إِنَّ الشَّرِیْعَۃَ الإسْلَامِیَّۃَ فِیْ مَصَادِرِہَا وَذَخَائِرِہَا، فِیْ حَقَائِقِہَا وَمَعَانِیْہَا، فِیْ أَسْرَارِہَا وَرُمُوْزِہَا، فِیْ مَعَارِفِہَا وَعُلُوْمِہَا، وَالثَّقَافَۃَ الإسْلَامِیَّۃَ فِیْ آثَارِہَا وَنُقُوْشِہَا، وَالتَّارِیْخَ الإسْلَامِیَّ فِیْ مَآثِرِہٖ وَمَکَارِمِہٖ، وَالْفِقْہَ الإسْلَامِیَّ فِیْ فُرُوْعِہٖ وَأُصُوْلِہٖ، فِیْ جُزْئِیَّاتِہٖ وَدَقَائِقِہٖ، وَالدَّعْوَۃَ الإسْلَامِیَّۃََ فِیْ انْقِلَابَاتِہَا وَذِکْرِیَاتِہَا، وَالْحَدِیْثَ النَّبَوِیَّ الأغَرَّ فِیْ مُتُوْنِہٖ وَنُصُوْصِہٖ، فِیْ أَسْمَائِ رِجَالِہٖ وَأَعْلَامِ سَنَدِہٖ، وَالشِّعْرَ الْعَرْبِیَّ فِیْ مُخْتَلَفِ أَصْنَافِہَا وَأَنْوَاعِہَا، وَمَا إِلٰی ذَالِکَ کَثِیْرٌ مِنَ الْعُلُوْمِ الإسْلَامِیَّۃِ وَالْفُنُوْنِ الأدَبِیَّۃِ وَالتَّارِیْخِیَّۃِ تَقُوْمُ عَلٰی فَہْمِ اللُّغَۃِ الْعَرْبِیَّۃِ، تَقُوْمُ عَلٰی تَذَوُّقِہَا وَإِدْرَاکِہَا، تَقُوْمُ عَلٰی مَھَارَتِہَا وَ بَرَاعَتِہَا، تَقُوْمُ عَلٰی تَعَلُّمِہَا وَدِرَاسَتِہَا، تَقُوْمُ عَلٰی فَہْمِ لَطَافَتِہَا وَلَبَاقَتِہَا، تَقُوْمُ عَلٰی فَہْمِ بَیَانِہَا وَخِطَابِہَا، تَقُوْمُ عَلٰی فَہْمِ أَسَالِیْبِہَا وَتَرَاکِیْبِہَا، بِدُوْنِِ العُمْقِ فِیْہاَ لَا نَعْلَمُ الشَّرِیْعَۃَ الإسْلَامِیَّۃَ عِلْمًا حَقًّا، لِذَالِکَ