وَتَدَوَّخَ شَأْنُہُمْ شَرْقًا وَغَرْبًا، شَمَالًا وَجَنُوْبًا، حَتّٰی آلَتِ الْحُکُوْمَۃُ الإسْلَامِیَّۃُ فِیْ أُسْرَۃِ مُغَلْ الَّتِیْ تَوَلَّتْ إِلٰی مُدَّۃٍ مَدِیْدَۃٍ، لٰکِنَّ مُلُوْکَہَا الآخِرِیْنَ تَغَفَّلُوْا وَتَعَیَّشُوْا، تَقَاتَلُوْا وَتَخَالَفُوْا، تَکَاسَلُوْا وَتَنَاکَبُوْا، إِنَّہُمْ شُغِلُوْا بِالْمَشَاغِلِ الذَّاتِیَّۃِ وَأَعْرَضُوْا عَنِ الْمُہِمَّاتِ الْحُکُوْمِیَّۃِ، إِنَّہُمْ شُغِلُوْا بِالْمَصَالِحِ الْفَرْدِیَّۃُ وَأَعْرَضُوْا عَنِ الْمَسْؤُوْلِیَّاتِ الْہَامَّۃِ، أَعْرَضُوْا عَنِ الْوَاجِبَاتِ الرَّعِیَّۃِ، أَعْرَضُوْا عَنِ الْفَرَائِضِ الأسَاسِیَّۃِ، أَعْرَضُوْا عَنِ التَّضْحِیَاتِ الْجَبَّارَۃِ الضَّخْمَۃِ۔
یَا إِخْوَانِیْ ! ہٰذَا فِیْ جَانِبٍ، وَفِیْ جَانِبٍ آخَرَ أَنَّ الإنْکِلَیْزَ کَانَ فِیْ مَرْصَدٍ، وَإِنَّہٗ مُنْتَظِرًا لِلْفُرْصَۃِ، مُنْتَظِرًا لِلْمَوْقِعِ الْمُنَاسِبِ، مُنْتَظِرًا لِلْہُجُوْمِ عَلَی الْبِلَادِ، فَہٰذَا کَانَ لَہٗ فُرْصَۃٌ ثَمِیْنَۃٌ، فَتَسَرَّبَ دَاخِلَ الْبِلَادِ رُوَیْدًا رُوَیْدًا، وَتَوَغَّلَ فِیْ إِیْوَانِِ الْحُکُوْمَۃِ شَیْئًا فَشَیْئًا، حَتّٰی تَمَّ لَہٗ النُّفُوْذُ فِیْ طُوْلِ الْبِلَادِ وَعَرْضِہَا، وَتَغَلَّبَ لَہٗ الرُّسُوْخُ فِیْ دَاخِلِ الْبِلَادِ وَإِیْوَانِہَا، فَمَا لَبِثَ إِلَّا تَحَکَّمَ وَتَسَیْطَرَ عَلٰی ہٰذِہٖ الْحُکُوْمَۃِ الْہِنْدِیَّۃِ، وَعَزَلَ الْمَلِکَ الْمُسْلِمَ ’’بَہَادُرْ شَاہْ ظَفَرْ‘‘ وَنَفَاہٗ إِلٰی رَنْکُوْنْ، وَقَتَلَ أَبْنَائَہٗ فِیْ أَبْشَعِ شَکْلٍ وَأَفْظَعِہٖ۔
یَا إِخْوَانِیْ وَزُمَلَائِیْ! مَاذَا وَقَعَ بَعْدُ؟ مَاذَا حَدَثَ؟، إِنَّہٗ تَسَیْطَرَ ظَالِمًا جَابِرًا، تَسَیْطَرَ حَاقِدًا حَاسِدًا، تَسَیْطَرَ غَاضِبًا قَاہِرًا، تَسَیْطَرَ غَاصِبًا خَائِنًا، تَسَیْطَرَ شَاطِرًا قَاتِلًا، تَسَیْطَرَجَائِرًا غَاشِمًا، تَسَیْطَرَ مُنْتَقِمًا لِلْإسْلَامِ وَالْمُسْلِمِیْنَ، فَوَضَعَ السَّیْفَ فِیْ أَھَالِیْہَا، وَقَتَلَہُمْ قَتْلًا، وَ سَفَکَہُمْ سَفْکًا، وَعَذَّبَہُمْ عَذَابًا نَکَالًا، وَاسْتَعْبَدَہُمْ اِسْتِعْبَادًا، وَنَہَبَہُمْ نَہْبًا، وَغَصَبَہُمْ غَصْبًا، وَظَلَمَہُمْ ظُلْمًا، وَحَبَسَہُمْ حَبْسًا، وَشَرَّدَہُمْ تَشْرِیْدًا، فَکَانَتِ الْمَعِیْشَۃُ ضِیْقًا