وَتَسْرِیْ تَحْرِیْفَاتُ الْغَالِیْنَ وَانْتِحَالُ الْمُبْطِلِیْن سِرَایَۃً کَبِیْرۃً، تَنْتَفِیء مَصَابِیْحُ الہُدٰی، وَتَشْتَعِلُ مَعَالِمُ الدُّجٰی، وَیَتَّسِعُ نِطَاقُ الإلْحَادِ وَالانْحِرَافِ، وَتَمْتَدُّ حَلَقَۃُ الزََّیْغِ وَالضَّلالِ، ’’فَظَہَرَ الْفَسَادُ فِیْ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ‘‘ وَقُلُوْبُہُمْ غُلْفٌ، وَرَانَ عَلٰی قُلُوْبِہِمْ، وَاتَّخَذُوْا إِلٰہَہُمْ ہَوَاہُمْ۔
یَا إِخْوَانِیْ! لِمَاذَا وَقَعَ ہٰذَا التَّغَیُّرُ الْہَائِلُ؟ لِمَاذَا ظَہَرَ ہٰذَا الشَّرُّ وَالْفَسَادُ؟ لِمَاذَا عَمَّ ہٰذَا الزَّیْغُ وَالضَّلالُ؟ لِمَاذَا غَلَبَ ہٰذَا الْکُفْرُ وَالْعِنَادُ؟ فَالْجَوَابُ سَہْلٌ، اَلْجَوَابُ مَعْلُوْمٌ، اَلْجَوَابُ وَاضِحٌ، اَلْجَوابُ ظَاہِرٌ، لِأَنَّ ہٰذِہٖ الأمَّۃَ الإسْلامِیَّۃَ تَکَاسَلَتْ عَنْ مُہِمَّتِہا الأسَاسِیّۃِ الدَّعْوِیّۃِ إِنَّہٗ تَبَاعَدَتْ عَنِ الْمَسْؤُوْلِیَّۃِ الدَّعْوِیَّۃِ الّتِیْ نِیْطَتْ بِہَا، إِنَّہَا تَخَلَّفَتْ عَنْ أَدَائِ الرِّسَالَۃِ الأبَدِیّۃِ الّتِیْ بُعِثَ لِأجْلِہَا، إِنَّہَا تَغَافَلَتْ عَنْ ہٰذَا الْغَرَضِ الْحَقِیْقِیِّ ’’کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّۃٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَتَنْھَوْنَ عَنِ المُنْکَرِ‘‘إِنَّہَا نَبَذَتْ وَرَائَہَا فَرِیْضَۃَ الدَّعْوَۃِ الإسْلامِیَّۃِ ’’أُدْعُ إِلٰی سَبِیْلِِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَۃِ والْمَوْعِظَۃِ الْحَسَنَۃِ‘ إِنَّہَا تَنَاسَتْ وَصِیَّۃَ الْحَقِّ وَالصَّبْرِِ، وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ، إِنَّہَا شَاہَدَتِ الْمُنْکََرَاتِ فَأَٔعْرَضَتْ عَنْ قَوْلِ نَبِیِّہَا الْکَرِیْمِ ’’مَنْ رَأٰی مِنْکُمْ مُنْکَراً فَلْیُغَیِّرہٗ بِیَدِہٖ، فَإنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِہٖ، فَإِنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَبِِقَلْبِہٖ، وَذَالِکَ أَٔضْعَفُ الإیْمَانِِِ۔
یَا إِخْوَانِیْ فِیْ الدِّیْنِ! إِنَّہَا تَرَکَتِ الْفَرِیْضَۃَ الدَّعْوِیّۃَ الْہَامَّۃَ، إِنَّہَا أَشَاحَتْ عَنِ الْمَسْؤُٔوْلِیَّۃِ النَّبَوِیَّۃِ الضَخْمَۃِ، إِنَّہَا أَعْرَضَتْ عَنِ السِّرِّالأصِیْلِ لِلنَّجَاحِِ وَالْفَلاحِِ، إِنَّہَا شُغِلَتْ عَنِ التَّضْحِیَاتِ وَالْمُجَاہَدَاتِ فَآثََرَتِ الْحَیَاۃَ